يُعد شهر رمضان المبارك من أعظم مواسم الطاعة، فهو فرصة ذهبية للتقرب من الله عز وجل، حيث تفتح أبواب الرحمة، وتضاعف الحسنات، وتغلق أبواب النار، وتسلسل الشياطين. ولأن الغاية من الصيام ليست الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل تهذيب النفس وتقوية الصلة بالله، فإنه ينبغي على المسلم اغتنام هذا الشهر بالطاعات والأعمال الصالحة التي تقربه إلى ربه.
لقد اختص الله سبحانه وتعالى شهر رمضان بفضائل عظيمة، منها:
الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو عبادة قلبية يتقرب بها العبد إلى الله بإخلاص. وقد وعد الله الصائمين بأجر عظيم، فقال في الحديث القدسي: “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به” (رواه البخاري ومسلم).
الصلاة هي عمود الدين، وفي رمضان ينبغي أن يزداد حرص المسلم على أدائها في أوقاتها، مع المحافظة على صلاة التراويح والقيام، فقد قال النبي ﷺ: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه).
رمضان هو شهر القرآن، لذا يجب على المسلم أن يجعل له وردًا يوميًا من التلاوة والتدبر، اقتداءً بالنبي ﷺ الذي كان يدارس جبريل عليه السلام القرآن في كل ليلة من رمضان.
قال الله تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ (البقرة: 152)، فالذكر والاستغفار من أفضل العبادات التي تقرب العبد من ربه، وينبغي أن يكون للمسلم أوقات مخصصة للذكر، وخاصة في السحر وعند الإفطار، حيث يكون الدعاء مستجابًا.
كان النبي ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، لذا يُستحب للمسلم أن يكثر من الصدقات، سواء بإطعام الطعام، أو تقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين، أو أي عمل خيري يعود بالنفع على المجتمع.
العشر الأواخر من رمضان لها مكانة عظيمة، ففيها ليلة القدر، وكان النبي ﷺ إذا دخلت العشر شد مئزره وأيقظ أهله وأحيا ليله. لذا ينبغي الاجتهاد في هذه الأيام بالطاعات من صلاة وذكر واعتكاف وقيام الليل.
رمضان هبة عظيمة من الله لعباده، وهو فرصة لا تعوّض للتقرب من الله عز وجل. فمن أراد أن يخرج من هذا الشهر وهو من الفائزين، فعليه أن يجتهد في العبادة، ويتقرب إلى الله بعمل الطاعات، ويتجنب المعاصي والذنوب، لعلّه يكون من عتقائه من النار.
روابط مدونات تهمك:
فضل صدقة الخفاء
التبرع: قوة العطاء التي تغير الحياة وتحسن المجتمع