مما لا شك فيه أن رمضان هو شهر الخيرات والبركات وموسمًا غير عاديًا لأهل التجارة مع الله تعالى، مما فيه من فرص كبيرة لتغيير حياتك، ليس فقط في العبادة ولكن على مستوى حياتك الشخصية. يمكنك استغلال هذا الشهر وتحويل حياتك لحياة إيجابية من جميع النواحي روحانيًا وجسديًا وعقليًا.
كلنا نعلم أن رمضان شهر تضاعفُ فيه الحسنات، وفرصة جليلة
لمحو الذنوب والخطايا.
ولكن لماذا نخسره ونحن نعلم بعظيم مزاياه وعلو مكانته؟
الأسباب كثيرة، ولكن أهمها يكمن في عدم الإستعداد لهذا الموسم العظيم. تخيل معي عزيزي القارئ بأن طالبًا عنده إمتحان بعد شهر وهو يعلم بميعاده ولكنه لم يستعد له، ترى هل سيجتازه أو سيحصل على أعلى درجات كالذي استعد له أتم الاستعداد؟
بالتأكيد لا، لايمكن لأحد أن يستفيد من الفرص المتاحة له إلا إذا كان مستعدًا لها.
رمضان أعظم فرصة للمؤمن والمؤمنة، فهو فرصة لكسب الحسنات بل ومضاعفتها، فرصة لتكفير السيئات، فرصة للفوز بعبادة ليلة؛ العبادة فيها تعدل عبادة أكثر
من ثلاث وثمانين سنة، فرصة لتطهير القلب من كل درن وسوء ليدخل على الملكوت العلي طاهرًا نقيا.
وباختصار العبارة – هو فرصة لمنتهى كل خير، وأن تجعل بينك وبين كل سوء خندقًا واسعًا.
فهل أدركت لماذا وجب علينا أن نستعد له ؟
الآن إليك تلك النصائح لتستعد لهذا الشهر العظيم!
1- التوبة النصوح وكثرة الاستغفار
الذنوب والمعاصي سببٌ للحرمان من كل خير. كم نرى من التفريط وضياع الوقت وعدم استغلالنا لمواسم الخيرات كرمضان وغيره مع علمنا بفضلها، لاشك أن من الأسباب الرئيسية أن ذنوبنا قيدتنا وحرمتنا هذا الخير.
“جاء رجل إلى الحسن البصري – رحمه الله – وقال له يا أبا سعيد : أجهز طهوري وأستعد لقيام الليل ولكني لا أقوم، ما سبب ذلك؟
فقال له الحسن : قيدتك ذنوبك”.
2- النية الصادقة
إن للنية أثرها في التوفيق للطاعة، فقبل إقبال هذا الموسم لننوي أن نغتنم كل ساعة من ساعاته، وكل لحظة من لحظاته. واعلم أن ربك العظيم مُطلع على النوايا ويعطي العبد على قدر صدقه فيها.
قال سبحانه: “وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّه”
3- التفرغ من أشغال الدنيا
حاول أن تتفرغ قليلا من أشغال الدنيا هذا الشهر، جهز أغراض رمضان والعيد قبل الشهر للتفرغ فيه للعبادة، كثير من الناس هيئ الله من الأسباب ما يجعله متفرغًا هذا الموسم بخلاف أصحاب المهن، فلماذا لايغتنم المتفرغ هذا الموسم بالطاعات الكثيرة كصلة الرحم والدعوة والتفرغ للعبادات.
وشراء جميع الضروريات لشهر رمضان قبل وصوله لا تعني المبالغة في الصرف والتبذير لأن من اُسس رمضان المبارك، الشعور بإخواننا المحتاجين ومساعدتهم، وإن التسوّق قبل رمضان يتيح وقت أكبر للتفرّغ للعبادات واستغلال الوقت.
4- تعلم أحكام الصيام
الصيام كغيره من العبادات يجب على المسلم تعلم أحكامه، فلذا ينبغي علينا تعلم هذه الأحكام قبل بلوغ الشهر.اقرأ كتابا عن أحكام الصيام والقيام وقبل العشر عن أحكام الإعتكاف، حاول جاهدًا معرفة هذه الأحكام حتى تكتمل عبادتك.
وفي هذا الباب أيضًا يُوصى بقراءة تفسير ميسر للقرآن، فرمضان شهر القرآن، فينبغي للمسلم الإحاطة بالمعنى العام للآية ليكون على دراية بالمقصود منها.
5- الدعاء
يُستقبل شهر الصيام بكثرة الدعاء
نعم كثرة الدعاء بأن يُوفق المرء فيه للطاعة، ويُبارك له في الوقت، ويُؤخذ بيده لكل بر .
الأمور كلها بيد الله، والتوفيق من عنده، والتأييد من لدنه ، فاطرق باب الكريم قبل دخول الشهر وبعد دخوله وفي كل ساعة وعند كل لحظة .
انطرح بين يديه، واسأله سؤال الصادقين، أن يجعلك في عِداد الموفقين، واعلم أنك تسأل رباً كريماً يُحب من يسأله.
6- التخلص من العادات السيئة
محاولة التخلص من عادات السهر وعدم انتظام مواعيد النوم ، لذا يفضّل بدء التكيّف من الآن حتى تجتمع العائلة بجميع أفرادها على مأدبة الإفطار والسحور.
7- تدريب النفس على الصيام
صيام أيام السنة من شعبان، فمن شأنها أن تأقلم الجسد والروح على الصوم والقيام بالعبادات على أكمل وجه، ولا بدّ من توضيح ذلك للأطفال وإشراكهم في فعل ذلك.
8- رمضان ليس شهر التلفاز
إمنع مشاهدة التلفزيون تمامًا وابدأ في إعداد الأسرة لروحانيات رمضان، حيّث أنّ الإنخراط في جوّ أسري متفاعل يرسخ مبادئ وقيم شهر رمضان في النفس.
9- استعد نفسيًا لرمضان
إدخال روح الشهر تدريجيًا إلى المنزل مثل: تشغيل الأناشيد الدينية للأطفال وأناشيد رمضان والتعريف بفضل الصيام، بالإضافة إلى زينة رمضان الخاصّة والمميّزة التي بإمكان صنعها بمساعدة الأطفال.
10- ساعدوا أمهاتكم في الفوز بالشهر الكريم
كربّة منزل لا بدّ لكِ من تنظيم الوقت بين ممارسة العبادات والقيام بدورك كزوجة وأم، حتى لا تشعرين بانقضاء وقتك هباءً دون الجلوس مع نفسك والتفرّغ للعبادات ولا يشعر أطفالك وزوجك بتقصريك تجاههم، وينطبق هذا على جميع أفراد العائلة.
على جميع أفراد العائلة المساعدة في الأعمال المنزلية، فهذا من شأنه أن يخفف العبء ويرسخ الأخلاق وحب التعاون في النفس ولا بدّ من العلم أن الأجر في رمضان مضاعف مما يحثّ الإنسان على عمل الخير.
11- تشجيع الأطفال والفتيات
شراء بعض الأشياء التي تشجع الأطفال على أداء الصلاة وممارسة الطقوس الدينية خلال رمضان، مثل: شراء حجاب جديد للفتاة وإهداء سجادة صلاة ومصحف لكل ولد.
12- كربة منزل، استعدي جيدًا
إعداد وتخزين كل ما يصلح للتخزين من الطعام قبل شهر رمضان، لتوفير الوقت واستغلاله إذ بإمكان ربّة المنزل فعل التالي:
13- صلة الرحم
من الطبيعي في مثل هذا الشهر المبارك دعوة الأهل والأقارب للإفطار، وهذه مما دعا له – الرسول عليه الصلاة والسلام – لتقوية صلة الرحم والعلاقات بين الجميع.
14- تصدق قدر المستطاع
فصل الصدقة لا حصر له وهذا غيض من فيض:
أولاً: أنها تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله : { إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى }
ثانياً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله : { والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار }
ثالثاً: أنها وقاية من النار كما في قوله : { فاتقوا النار، ولو بشق تمرة }.
نتمنى أن تساعدكم هذه المقالة في الاستعداد للشهر الكريم والفوز بثوابه العظيم، ولا تنسونا من دعائكم.
أيضًا لا تنسوا تحميل تطبيق آي خير للتبرع من خلال الجوال كي يساعدكم في التصدق بسهولة من مكانكم والفوز بفضل الصدقات في هذا الشهر العظيم، كما أن التطبيق به منبه للصدقات يذكركم بالتبرع وقتما تحبون.