تعرضت المرأة في العصور الماضية لكثير من العنف الذي يعتبر إنتهاكاً لحقوق الإنسان، ومازالت تتعرض للظلم في العصور الحديثة في
بعض الدول، وعلى الرغم من كل ذلك إستطاعت المرأة أن تحتل مكانة عظيمة في المجتمع ودوراً هاماً في تنميته حيث
حازت المرأة على عدة مناصب مختلفة فمنها الملكة والوزيرة والفنانة والقائدة، ولذلك إعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي للقضاء
على العنف ضد المرأة قرار رقم 134/54 للإحتفال به بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، وإعلنت الجمعية العامة
للأمم المتحدة ذلك اليوم العالمي بتاريخ 17 كانون الأول/ديسمبر عام 1999 بناءاً على إتخاذ بعض الناشطيين النسائيين
يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر كيوم لمناقشة قضايا المرأة والقضاء على العنف ضد المرأة.
دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة جميع المنظمات الدولية، والمنظمات الحكومية وغير الحكومية لتنظيم العديد من الأنشطة الرامية إلى رفع الوعي
في المجتمع حول مدي حجم تلك القضية وما الإجراءات الازمة لحل تلك المشكلة في هذا اليوم العالمي، ولكن يعتبر قياس
حجم تلك القضية وتحديد أهدافها يصعب تجميعها بدقة بسبب تنوع صور العنف التي لازالت تتعرض له المرأة من إغتصاب، وعنف
منزلي، وختان الإناث، وصورأخرى عديدة ومختلفة للعنف.
أسباب العنف ضد المرأة:
- العنف الجسدي:
يعتبر العنف الجسدي أحد أخطر أنواع العنف والأكثر إنتشاراً ضد المرأة حيث تتعرض المرأة للعنف الجسدي عن طريق زوجها أو
أحد أفراد العائلة، ويتمثل ذلك العنف في صورة الإعتداء بالضرب أو إستخدام ألة حادة، وبالطبع يعرض ذلك المرأة إلى مشاكل
نفسية وجسدية تؤثرعلى صحتها وقد تعرضها للموت نتيجة شدة العنف أثناء الضرب، وخاصة في المجتمعات العربية قد تتعرض
المرأة لذلك النوع من العنف نتيجة جرائم الشرف عند شك أحد أفراد العائلة في عفتها.
- العنف اللفظي والنفسي:
يتمثل العنف اللفظي في التقليل من شأن المرأة وسوء المعاملة التي تتعرض منها سواء من عائلتها أو زوجها من خلال
التلفظ بالشتائم المهينة مما يعرضها إلى مشاكل نفسية مثل الإصابة بمرض الإكتئاب.
- العنف الجنسي:
أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن العنف ضد المرأة يكون مبني على أساس الجنس بشكل عام، ونتيجة الفقر في حقوق
المرأة في بعض الدول الفقيرة وبعض المجتمعات العربية ونقص الوعي وتفشي الجهل عند بعض الأفراد عن كون المرأة عنصر هام
في تكوين المجتمع، والنظر إلى المرأة أنها مجرد كائن بلا حقوق، مما أدي لزيادة التحرش الجنسي وعمليات الإغتصاب والذي يتسبب في
إحداث إصابات جسدية ونفسية خطيرة للمرأة.
- العنف الإقتصادي:
هو نوع من العنف يمنع المرأة من إستقلالها الإقتصادي بالمجتمع، حيث يتم حرمان المرأة من حقها في التعليم وحرمان من
حقها في الحصول على الوظيفة المناسبة في سوق العمل وجعلها شخص نكرة في المجتمع ليس له أي دور في تنمية
المجتمع، وإبقائها في عمل المنزل فقط مما يقلل من شأنها والتمتع بحريتها.
الأهداف التي قررتها الأمم المتحدة في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة:
- دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة جميع المنظمات الدولية، والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، وحكومات الدول في المساهمة والإتحاد في نشر الوعي عند الأفراد عن أهمية دور المرأة في المجتمع وعمل العديد من حملات توعية تهدف لوقف العنف ضد المرأة.
- تطلق العديد من المنظمات الدولية المتخصصة في الدفاع عن حقوق المرأة مبادرات تهدف للقضاء على العنف ضد المرأة ومناقشة ما تتعرض له المرأة من إضطهاد في المجتمع مثل مبادرة تسليط الضوء على العنف ضد النساء والفتيات ومبادرة اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة عام 2008 من قبل الأمين العام السابق للجمعية العامة بان كي مون.
- تتحد الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لتنظيم أنشطة لتعزيز مفهوم محاربة ظاهرة العنف ضد المرأة، وتنفيذ خطط دولية للحد من مشكلة العنف وإصدار قوانين تجرم مرتكبي العنف ضد المرأة وتنفيذ لهم عقوبات مشددة.
- عمل إحصائيات دولية دقيقة عن حصر عدد ظهور حالات العنف ضد المرأة حول العالم وتحديد خطوات سليمة في كيفية تقليل نسبة العنف ضد المرأة.
- تعمل منظمة الصحة العالمية على تنفيذ خطط إيجابية للقضاء على العنف ضد المرأة من خلال التعاون مع المنظمات الدولية غير الربحية لعمل بحوث إجتماعية تستطيع تقدير حجم المشكلة وتحديد الحلول المناسبة لها، ودعم القطاع الصحي بجميع البلدان لتعزيز الرعاية الصحية للحالات الناتجة عن العنف ضد المرأة ونشر الوعي والمبادئ الصحية لمحاربته.
- دعم المرأة في الحصول على كافة حقوقها الإجتماعية كونها فرد مهم من أفراد المجتمع وكونها تشكل مكانة هامة في تنمية المجتمع من خلال تواجدها في سوق العمل وإحتلالها مناصب عظيمة، فلا يوجد تمييز بين رجل وإمرأة في الحقوق.
إحصائيات حول العنف ضد المرأة
تعمل المنظمات الدولية على تكثيف جهودها لعمل بحوث وإحصائيات عالمية قادرة على تحديد نسبة ظاهرة العنف ضد المرأة حول العالم وتنفيذ
خطط إيجابية لمحاولة التخلص منه، ومن أحدث الإحصاءات التي تمكنت منظمة الصحة العالمية أن تتوصل إليها:
- تتعرض أكثر من 35% من نساء العالم للعنف الجسدي أو الجنسي من قبل أحد العائلة أو الزوج.
- تعرضت 30% من نساء العالم للعنف الجسدي على يد أزواجهم خاصة نسبة كبيرة في المجتمع العربي.
- تتعرض 38% من النساء حول العالم للقتل بسبب معاملة الرجال القاسية وإتباع أسلوب العنف معهم.
- 7% من النساء يتعرضن للتحرش الجنسي من قبل رجال ليس على علاقة بهن.
- 16% من ولادة النساء اللاتي تعرضن للعنف الجسدي يقومون بوضع أطفال ذو نقص في الوزن، مما أدي لإصابتهم بمرض الإكتئاب.
قضية العنف ضد المرأة من أهم القضايا التي يهتم بها العالم في العصر الحديث، والإحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف
ضد المرأة هو دعوة من كافة المنظمات والمؤسسات لتنظيم برامج توعية ترفع من مستوى مفهوم العنف ضد المرأة في المجتمع،
والمعاملات القاسية التي تتعرض لها المرأة مما يؤدي لها لأذى جسدي ونفسي. فينبغي دائماً النظر للمرأة على أنها فرد أساسي
في تكوين المجتمع حيث يتم تكوين أفراد أسرة سعيدة من خلال وجود مرأة عظيمة تشارك بدورها كأم تقوم بتربية أولادها
وكعضو يشارك بمجهوداته الفعالة في شتى المجالات في إتاحة الفرصة لها مثل الرجل، والمساهمة في تنمية المجالات المختلفة الثقافية والإجتماعية والسياسة والإقتصادية. فلا شك أن للمرأة دورا كبيرا ينبغي للجميع الإعتراف به والإحتفال باليوم العالمي للعنف ضد المرأة هو أداة حماية
لحقوق المرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع.
المراجع:
لا تنسوا تحميل تطبيق آي خير للتبرع من خلال الجوال كي يساعدكم في التصدق بسهولة من مكانكم والمشاركة في عام الخير، كما أن التطبيق به منبه للصدقات يذكركم بالتبرع وقتما تحبون.