إن لم تكن تطوعت من قبل، فقد فاتك الكثير!
لكلٍّ منا طريقته الخاصّة للوصول إلى الخير، فمنا من يراه في التبرع بالدم، ومنا من يراه في تقديم الصدقات والاموال للفقراء والمساكين، وهناك من يحب تقديم الطعام والشراب والملابس إلخ .. لكن هناك من يحب الوصول للخير عن طريق التطوع والتبرع بوقته ومجهوده من أجل إسعاد الآخرين من حوله ولايُحِسّ بالسعادة إلاّ إذا رآها قد ارتسمت على وجوههم، وهذا من شأن الأخيار والعُظماء في أخلاقهِم ونُبل نُفوسِهم وحُبّ الخير الصادق المُتجذّر في أصولهِم.
● لكن ما هو التطوع أو العمل التطوعي؟
العمل التطوعي هوَ تقديم خدمة أو مساعدة معينة لفئة معينة مستحقة من خلال منظومة عمل معينة كمنظمات وجمعيات، أو عمل فردي للأفراد في المجتمع. ويكون الهدف الأساسي منه هو الإصلاح وتحقيق التنمية للمُجتمع خصوصاً إذا أصبح هذا العمل صفة أساسية وعامة للمُجتمع، وأقبلَ عليها جميع فئات المجتمع.
1- تعلم وتنمية مهارة جديدة
من خلال التطوع يمكنك اكتشاف نقاط قوة لديك وتطوير مهارة جديدة. لا تكتفي بوظيفتك أو بدراساتك فقط، هناك المزيد والمزيد من المهارات التي يمكنك اكتسابها من خلال التطوع، فالمشاركة فى التخطيط والتنفيذ لمناسبة كحفلة جمع التبرعات ستنمي لديك مهارات عديدة مثل وضع الأهداف والتخطيط وكذلك المهارات المحاسبية وضبط الميزانيات. والإشراف على متطوعين آخرين وتدريبهم يساعد فى تنمية مهارات الإشراف والتدريب لديك، وهذا غيض من فيض المهارات التي يمكنك تعلمها.
2- الانتماء وتفعيل دورك في مجتمعك
التطوع فى الأساس هو عبارة عن مساعدة الآخرين وأن يكون لك دوراً فى تحسين أحوالهم، فهل هناك أفضل من أن تتواصل مع مجتمعك وترد القليل من فضله عليك؟ فبكونك متطوعاً فإنك بالتأكيد سترد إلى مجتمعك بعضاً من الهبات التي منحها إياك.
3- تعزيز الدافع وروح الإنجاز
المتطوعين يغلب عليهم شعور الإنجاز والتحفيز، ويتولد ذلك من الرغبة والحماس للمساعدة. أحيانا يعتبر بعض الناس المتطوعين كفاعلي الخير ويرون أن شخص واحد لا يمكن أبدا أن يحدث فرقا. قد يكون صحيحاً أنه لا يوجد شخص واحد يمكن أن يحل مشاكل العالم، ولكن ما يمكنك القيام به هو جعل الجزء الذي تعيش فيه في العالم أفضل ولو قليلا.
4- تعزيز حياتك المهنية
أظهرت دراسة استقصائية تم إجرائها من خلال TimeBank أن من بين 200 من الشركات الرائدة في المملكة المتحدة:
73 في المائة من أرباب العمل يفضلون توظيف شخص ذو نشاطات تطوعية عن شخص آخر ليس عنده هذه النشاطات
94 في المائة من أرباب العمل يعتقدون أن العمل التطوعي يمكن أن يضيف إلى مهاراتهم
94 في المائة من الموظفين الذين تطوعوا لتعلم مهارات جديدة ؛ قد استفادت أما عن طريق الحصول على أول وظيفة لهم، أو تحسين مرتباتهم، أو الحصول على ترقية
أيضا إذا فكرت في تغيير لحياتك المهنية فإن التطوع فرصة ممتازة لتستكشف مجالات جديدة.
5- تنمية اهتمامات وهوايات جديدة
في بعض الأوقات ندخل إلى دائرة مغلقة من السباق لتحقيق أهدافنا في الحياة. والأعمال التطوعية تعطينا الفرصة لنهرب من رتابة هذه الحياة وخلق نوع من التوازن فيها. إيجاد هوايات واهتمامات جديدة من خلال التطوع قد يكون ممتعا وطريقنا إلى الراحة وتجديد طاقتنا.
6- الحصول على خبرات جديدة
التطوع وسيلة مبهرة للحصول على الخبرات الواقعية عمليا. هناك أدلة قوية تؤكد على أن المتطوعين يمكن أن يقوموا بأى عمل تقريبا. على سبيل المثال، يمكنك أن تتطوع فى إحدى الدول المتقدمة وترى التأثير المباشر لنشاطاتك على أكثر الناس عوزا وحاجة فى العالم. يمكنك أن تقفز بالمظلة فى الجو لتمويل اﻷعمال الخيرية، فتحس بقمة اﻹثارة والمتعة، وفى نفس الوقت تساهم فى جمع المال للنشاطات الخيرية لكى تستمر وتدوم.
7- مقابلة أصناف مختلفة من البشر
العمل التطوعي يجمع مجموعة متنوعة من البشر من جميع خلفيات ومناحي الحياة سوياً. يمكن لكلٍ من المستفيدين من جهودك في التطوع ومن زملائك أن يكونوا مصدراً غنياً للإلهام وكذلك وسيلة ممتازة لتنمية مهاراتك في التعامل. التواصل هو ميزة شيقة ومثيرة للعمل التطوعي فأنت لن تستطيع أبداً أن تعرف من ستقابل أو ما المعلومات الجديدة التى سوف تتعلمها وما تأثير ذلك على حياتك.
8- عرّف من حولك بشخصيتك
الناس ينتبهون لحياتك خارج البيئة التي يتعاملون فيها معك بشكل مباشر. على سبيل المثال، صاحب العمل سوف يكون مهتماً بالنشاطات التى تحدِث توازناً جيداً بين عملك وحياتك، تماماً كالمؤسسات الأكاديمية حيث تهتم بالأنشطة الخارجة عن عملك الخاصة بك. العمل التطوعي يعكس ويدعم الصورة الكاملة عنك، ويعطي أمثلة حقيقية عن مدى التزامك وتفانيك وعن اهتماماك. لذلك أظهر للناس ما الذي تتحمس بشأنه وتأكد أنك ستلهمهم أيضاً!
9- كلنا سواسية
نشر رسالة أن الإنسان أخ للإنسان من دون عرق أو لون، وبسعيك لتقديم الخدمة له فأنت تعزز هذه الأخوة فتكون بذلك قد أزلت العوارض، وفتحت لغة جديدة للتواصل هي لغة الخير والبذل والعطاء، ولغة المساعدة إن احتجت إليك أو احتجت إلي من دون مقابل منك أو مني.
10- مجتمع واحد، رؤية واحدة
من أهم فوائد التطوع هو تحقيق التكافل والتضامن الاجتماعي، فكلنا نمد يد العون لخدمة المجتمع ككلّ، فيكون العمل التطوعي بذلك قد وحّد الجميع على طريق واحد برؤية واحدة.
11- توجيه الطاقات
استغلال طاقة الشباب في العمل التطوعيّ يصرفهم عن استغلالها في أمور قد تجلب لهم الضرر، فيكون العمل التطوعي قد وجه بوصلة الخير لهم نحو خدمة الناس والمجتمع. كما أن التطوع يساعد في قتل أوقات الفراغ والقضاء على الملل الذي قد يؤدّي للأعراض النفسية السلبية.
12- تقديم العون لأجهزة الدولة الخدمية
مُساعدة أجهزة الدولة الخدمية وإلقاء بعض العبء عنها؛ فالعمل التطوعي يُريح الجسم العام للدولة ويقودها للرخاء خصوصاً إذا أصبح العمل التطوعي سمة الشباب ومنهجاً لهم. كما يساعد في القضاء على الفقر والجوع من خلال تقديم الخدمات العينية أو النقدية للمحتاجين.
كل هذه الفوائد وغيرها هي قليل على جمال وروعة التطوع لكن نتمنى أن نكون بهذا المقال زرعنا بذرة الفكرة داخلكم لكل تنمو يومًا ما ويستفيد منها مجتمعكم.
بعد كل هذه الفوائد هل ستكمل حياتك دون أن تجعل منها نصيبًا للتطوع؟