“بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان”
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام
حين بعث معاذًا -رضي الله عنه- إلى اليمن: (أخبرهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم)
ما هي زكاة المال؟
هي صدقة يلزم بها الله تعالى المسلمين لدفعها عن أموالهم وممتلكاتهم سنويّاً
كما في قوله تعالى: “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”
“وَآتِ ذَا القُربى حَقَّهُ وَالمِسكينَ وَابنَ السَّبيلِ وَلا تُبَذِّر تَبذيرًا”
الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة: قال -صلى الله عليه وسلم: (بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزّكاةِ ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ)
فللزكاة الأهمية الكبرى في الإسلام فهي عنصر هام من عناصر بناء مجتمع قوي متماسك يدفع غنيّه زكاة أمواله لفقيره.
وكذلك لتطهر نفس مالك المال وتشعره أنه ليس أسيراً لماله، وهي تقرب العبد من ربه.
الظاهر فيها نقص المال لكن الجوهر الحقيقي هو البركة التي سيطرحها الله في المال والنماء والزيادة التي ستطرأ على المال.
قال صلى الله عليه وسلم “مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ”
متى تجب زكاة المال؟
تجب الزكاة حين إتمام سنة كاملة على ملكية نصاب الزكاة ملكية تامة (النصاب هو بلوغ المال حد معين تجب فيه الزكاة)
الزكاة تأتي مرة واحدة في السنة القمرية البالغ عدد أشهرها 12 شهراً وعدد أيامها 354 يوماً،
وتكون ضمن نوعين النوع الأول: هو الأموال التي تنمو وقد مضى على ملكيتها ملكية تامة لسنة قمرية كاملة.
النوع الثاني: وهي المحاصيل والغلال التي تجنى فتدفع زكاتها وقت جنيها.
وفي كلا الحالتين يجب أن يكون زائداً عن الحاجة المُلحّة للمسلم.
على من تجب الزكاة؟
تجب الزكاة على من توفرت فيه الشروط التالية:
1_ أن يكون مسلماً فلا تجب الزكاة على غير المسلم أو على الكافر بل على المسلم فقط وهي ركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة، فلو كان شخص غير مسلم مقيم في بلاد المسلم يمتلك النصاب لاتجب عليه الزكاة حتى وإن عاش في بلاد المسلمين بل هي فريضة على المسلمين فقط.
2_ أن يكون حرّاً، فلا تجب الزكاة على عبد، وحالياً لا يوجد عبيد.
3_ ملك النصاب: أي أن يكون من تجب عليه الزكاة يمتلك النصاب (المبلغ المحدد لوجوب الزكاة) ملكية تامة كاملة لا يشاركه فيه أحد أو لا يعيق امتلاكه أي سبب من الأسباب إلا في الثمار فزكاتها حين حصادها أو جنيها، فمن امتلك أقل من النصاب فلا زكاة عليه بإجماع العلماء، والملك التام أي أنك تستطيع التصرف بهذا المال، أي لو كنت تملك النصاب لكنها سرقت منك مثلاً فهنا لا تزكي لأن الملك ليس تاماً فصاحبه لا يستطيع أن يتصرف به.
4_ تمام الحول: الحول هو السنة القمرية أي ما مقداره 12 شهراً وعدد أيامها 354 يوماً، إلا في زكاة الزروع مثل الرطب أن النخل فلا يشترط فيه الحول، وكذلك نتاج السائمة أو المواشي فلا ينتظر لتمام الحول، وأما في الذهب والفضة فزكاته كذلك حتى يحول الحول.
5_ أن يكون النصاب فائضاً عن الحاجات الأصلية، أي عندما سيدفعه لن يصبح من أصحاب الحاجة أو الديون.
6_ النماء: أن يكون المال نامياً أو قابلاً للنماء، أي ويزكى زكاة أصله أي إن كنت تملك مئة درهم وبعد سنة أصبح مليون لكن ما حال عليه الحول هو المئة ألف تزكي عن الأصل.
7_ النصاب: ويختلف حسب نوع المال.
أن يكون المال مملوكاً ملكية تامة.
أن يكون النصاب فائضاً عن الحاجات الأصلية.
أن يكون المال خالياً من الدين في الفترة الحالية.
أن يحول عليه الحول وهو مدة سنة هجرية.
أن يكون المال حلالاً طيباً.
الذهب والفضة والأوراق النقدية.
عروض التجارة.
السائمة من الأنعام: الإبل – البقر – الغنم.
الزروع والثمار.
الركاز والمعادن.
العسل.
الأسهم والسندات والأجور والمستغلات.
من هي الأصناف المستحقة للزكاة؟
أي الأصناف أو الفئات من الناس الذين تصرف لهم الزكاة كما ورد في قوله تعالى:
“إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”
1_ الفقراء: اصطلح الفقهاء على أن الفقراء هم الذين لا يجدون كفايتهم وكفاية عوائلهم لمدة سنة كاملة.
2_ المساكين: هم من لايجدون كل احتياجاتهم بل احتياجاتهم الأساسية فقط أو ربما نصفها فهو ربما يعمل لكن ما يصله لا يكفي ما يصرفه والفقير هو أشد حاجة من المسكين.
3_ العاملون عليها: هم الذين يعملون في جباية أموال الزكاة ولهم مقدار معين منها.
4_ المؤلفة قلوبهم: وهم صنفان:
قوم من الكفار يُراد استمالتهم للإسلام، أي يرجى إسلامهم فيحق للمزكي أن يؤتيهم زكاته أو جزء منها لعل ذلك يقربهم ويحببهم في الإسلام، أو ممن يخشى من بطشهم وجبروتهم فكذلك نستميلهم بمال الزكاة.
قوم من المسلمين ضعفاء النية في الإسلام، أي هم مسلمون لكنهم ممن يقيم حساباً ووزناً للمال فهؤلاء يستمال جانبهم بدفع الزكاة لهم لعل ذلك يثبتهم على جادة الحق ويحول دون تعرضهم لأي فتنة.
5_ في الرقاب: تشمل ثلاثة أنواع:
أولاً: أن تشتري عبداً فتعتقه.
ثانياً: أن تساعد مكاتباً في مكاتبته (والمكاتب هو العبد الذي اشترى نفسه من سيده)
ثالثاً: أن تفك بها أسيراً مسلماً .
6_ الغارمون: هم الذي يكون في ذمتهم دين لا يستطيعون وفاءه أو يكون في ذمتهم دين لمصلحة عامة لايستطيع هو وفاءه.
7_ في سبيل الله: فيجوز إنفاق الزكاة في سبيل الله أي في الدفاع عن البلاد ولا يعطى من الزكاة من يأخذ راتباً من الدولة.
8_ ابن السبيل: هو المسافر الذي انقطعت به سبل السفر أي ليس معه ما يكفيه لإتمام سفره أو العودة لبلاده أو اجتياز مسافة كان يود اجتيازها فلم يعد معه ما يكفيه فيتوقف عن السفر فهو من الأصناف الثمانية المستحقة للزكاة التي تحدث عنها الله تعالى في محكم تنزيله.
مقدار الزكاة:
فإن مقدار الزكاة في الذهب والفضة وما جرى مجراها من النقود ربع العشر ـ أي 2.5 % ـ وهذا ما جاءت به الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك حديث ابْنِ عُمَرَ وَعَائِشَةَ ـرضي الله عنهماـ في زكاة دينار الذهب: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْخُذُ مِنْ كُلِّ عِشْرِينَ دِينَارًا فَصَاعِدًا نِصْفَ دِينَارٍ، وَمِنْ الْأَرْبَعِينَ دِينَارًا دِينَارًا.
وأما زكاة الزروع والثمار: فكما ورد في الحديث الشريف عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: “ليس فيما دونَ خمسِ أواقٍ صَدقةٌ، وليس فيما دون خمسِ ذَودٍ صَدقةٌ، وليس فيما دون خَمسِ أوسُقٍ صَدقةٌ”
وأما فيما يخص الأحكام التفصيلية فقد وردت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم
قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: (فيما سَقتِ السَّماءُ والأنهارُ والعيونُ، العُشرُ، وفيما سَقتِ السَّانيةُ نِصفُ العُشر)
وجوب الزكاة والزروع حين يبدو صلاحها واشتداد الحب أي حينما يكون صالحاً للأكل والاقتيات.
تلك هي الأحكام العامة المتعلقة بالزكاة مما يجب على كل مسلم ومسلمة معرفته عن أمور الزكاة، فعليك أن تدفع الزكاة في حين كنت مالكاً للنصاب وكان قد مضى على امتلاكك حول كامل، بسيطة هي المعادلة تجارة رابحة مع الله لنماء مالك وزيادة بركته، يمكنكم في أي وقت حساب زكاة المال الخاصة بكم عبر خاصية حساب الزكاة الموجودة في آي خير أو دفع زكاة المال من خلال التطبيق عبر المشاريع التي تطرحها الجمعيات الخيرية الموجودة في تطبيقنا، كي نتكافل جميعاً في سبيل بناء مجتمع قوي متماسك، فالله تعالى أمرنا بأداء الزكاة كي تندمج فئات المجتمع مع بعضها وكي يكون هناك صلة وصل ما بين الغني والفقير ولو مرة واحدة في السنة وليطهر الله الأغنياء من حب المال والتعلق به فالمال ليس سوى وسيلة.
ساهم تطبيق آي خير ولا زال يساهم في جمع زكاة المال عبر الجمعيات الخيرية بتوفيق من الله تعالى فما عليك سوى أن تحسب زكاة مالك ثم تدخل إلى التطبيق للاطلاع على نشاطات الجمعيات ومشاريعهم بما يخص زكاة المال.
ساهم تطبيق آي خير في جمع قسم كبير من هذه التبرعات دون اقتطاع أي مبالغ منها كي تصل تبرعاتكم إلى مستحقيها بكل أمانة وشفافية، مع كل درهم تتبرعون به عبر تطبيق آي خير تمنحونا ثقة كبيرة وأجراً وثواباً أكبر بإذنه تعالى، ونكبر بكم ومعكم ومن خلالكم، قد بدأنا رحلتنا معكم ونأمل أن نكملها سوية، رحلة لأهل الخير مع تطبيق آي خير.
للمزيد من مقالاتنا: